30 Aug 2023

"التنوع" هي كلمة ذات مغزى وأهمية كبيرة في عالم الأعمال وليست مجرد شعار يُرفع في هذا المجال، إذ أشارت أحدث الأبحاث إلى أن التنوع في مكان العمل له فوائد ومزايا قيّمة تستحق الاستثمار فيها، ولا سيما بعد أصبح أولوية ومثار اهتمام لدى الكثيرين في جميع المجالات والقطاعات. وتشمل مزايا التنوع، القادرة على إحداث تأثير عميق وملموس، زيادة الإنتاجية والمشاركة الفاعلة وتعزيز الابتكار، وإنّ الارتقاء بمكان العمل على نحو شامل ومتنوع، يُتيح لشركات التأمين التماهي مع الأفكار التطويرية والمسؤولية الاجتماعية، وبلورة رؤية واضحة للمستقبل، وهذا يُعد مكسباً لشركات التأمين القادرة على تعميق شعور الانتماء لدى موظفيها وإثراء تجاربهم:

تطوير وتحسين أداء العمليات: لدى شركات التأمين فرصة سانحة لبناء مقرات عمل متنوعة ونابضة بالنشاط والحيوية، مقراتٌ تضفي على موظفيها شعوراً مميزاً بالانتماء وتمنحهم الإحساس وكأنهم في منزلهم الخاص وذلك عبر الاستفادة من فريق عمل متنوع لاستقطاب المواهب وأصحاب المهارات، وهذا يُعد أساسياً لإطلاق العنان لإمكانات الموظفين. فالاختلاف أو التميز عن المنافسين الآخرين يتطلب طرح نهج جديد أو مختلف بدلاً من تقديم ذات الخدمات أو المنتجات التي يقدمها الآخرون، لذلك لا بد من الابتكار والتجديد ومن وجود فريق مبدع ومتعدد المهارات والخلفيات، ذلك أن التنوع في مقر العمل تُثريه مجموعة واسعة من وجهات النظر والمهارات، مما يعزز الخبرات ويرتقي بالإمكانات.

تحسين خدمة العملاء: مما لا شك فيه أن تقديم خدمة عملاء مميزة في جميع المجالات يتطلب فهماً وافياً لاحتياجات المتعاملين ورغباتهم، وهنا تكمن أهمية فريق العمل المتنوع الذي يمنح شركات التأمين تلك الرؤية الثاقبة اللازمة للتواصل الناجح والمثمر مع عملائها، ويتيح لها طرح منتجات وخدمات تحظى بقبول حقيقي لدى العملاء، وبالتالي تعزز رضاهم وولاءهم.

زيادة معدل الاحتفاظ بالموظفين: إن توفير بيئة عمل تحتفي بالتنوع لا يقتصر على مسألة الإنصاف، بل يتعلق الأمر بتعزيز الشعور بالانتماء، فعندما يشعر المرء بالتقدير والاندماج، فإنه بالتأكيد سيقدم أفضل ما لديه وسيعتز بنجاح الشركة معتبراً إياه نجاحاً شخصياً له، والنتيجة لن تكون مجرد فريق عمل منسجم وأكثر سعادة وفاعلية، بل سينعكس ذلك إيجاباً على الشركة من حيث خفض التكاليف المرتبطة بالتوظيف والتدريب.

وقد يصعب تحديد حجم التأثير في عُجالة لأن التنوع يمكن أن يؤثر بشكل بنّاء على مكان العمل بعدة مجالات ثانوية ورئيسية، وبتأثيرات دائمة مع مرور الوقت، فهو من الأصول الملموسة القادرة على الارتقاء بصورة الشركة ومكانتها بشكل كبير. فالشركة التي تتمتع بمستويات عالية من الإدماج لموظفيها وذات البيئة الودية المحفزة تستقطب إليها أفضل المواهب وألمعها، وستحظى بالتأكيد بإعجاب شريحة أوسع من العملاء، وهذا سيؤدي على المدى الطويل إلى دفع عجلة النمو وتحقيق النجاح المستدام.