ناشر الأصول

null الذكاء الاصطناعي والتأمين: موازنة دقيقة بين الكفاءة التقنية والمسؤولية الأخلاقية في القطاع

الذكاء الاصطناعي والتأمين: موازنة دقيقة بين الكفاءة التقنية والمسؤولية الأخلاقية في القطاع

01 May 2025

" القوة ليست امتيازاً… بل التزام "، عبارةٌ شهيرة وردت في فيلم "سبايدر مان" الأصلي، عندما خاطب العم بن ابن أخيه "بيتر باركر"، ليغرس فيه مبدأ جوهرياً مفاده أن القوة لا تعني الهيمنة، بل الواجب تجاه الآخرين. ورغم أن هذه الجملة انطلقت من عمل سينمائي خيالي، إلا أن معناها يتجاوز الشاشة إلى واقعنا اليوم، لا سيما في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة، حيث تتعاظم المسؤوليات بقدر ما تتسع مجالات النفوذ والتأثير. إنها دعوة مفتوحة للتفكير في كيفية استخدام القوة، أياً كان نوعها، لما فيه خير البشرية.

وبعيداً عن عالم الأبطال الخارقين الذين يتأرجحون على خيوط العنكبوت، فإن هذه الرسالة تحمل صدى عميقاً في قطاع التأمين اليوم، خاصة مع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي واستفادتنا من قدراته.

لا شك أن الذكاء الاصطناعي يمتلك قدرات تحوّلية كبيرة، ففي قطاع التأمين، بدأنا نشهد بالفعل كيف يمكن أن يحقق كفاءة عالية، سواء من خلال تسريع عمليات معالجة المطالبات، أو تحسين دقة اكتشاف حالات الاحتيال، أو تقديم نماذج تسعير مخصصة لكل عميل (الاكتتاب التأميني). وإضافة إلى ذلك، تسهم روبوتات المحادثة (chatbots) والمساعدون الافتراضيون في الارتقاء بتجربة العملاء، من خلال تقديم ردود فورية وخدمة متواصلة على مدار الساعة، وبالتالي أصبح الذكاء الاصطناعي، بما يقدمه من فوائد عملية في قطاع التأمين، أداة قوية لتحسين الخدمات وتقليل التكاليف.

ومع ذلك، فإن هذه المزايا تأتي مصحوبة بتحديات أخلاقية جدّية، فالذكاء الاصطناعي يثير مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات والحصول على الموافقة المسبقة، كما أنه غالباً ما يفتقر إلى الشفافية وسهولة التفسير التي يتمتع بها المتخصصون من البشر في مجال التأمين. ففي بعض الحالات، تُتخذ القرارات بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي بطريقة غير واضحة، ما يجعل من الصعب على العملاء فهم كيفية الوصول إلى نتائج معينة أو سبب اتخاذ قرارات محددة بحقهم. بمعنى آخر، هناك فجوة بين الدقة التقنية والعدالة الإنسانية، وهو ما يسلط الضوء على أهمية الموازنة بين الكفاءة التكنولوجية والمسؤولية الأخلاقية.

ولمعالجة هذه التحديات، يجب على قطاع التأمين أن يتّخذ نهجاً استباقياً من خلال وضع أطر أخلاقية واضحة تتضمن إرشادات صارمة تركّز على المساءلة والشفافية والعدالة.

تُعدّ تدابير حماية البيانات الصارمة أمراً بالغ الأهمية، على أن تكون مدعومة بالامتثال الكامل للقوانين واللوائح التنظيمية، وذلك لضمان حماية معلومات العملاء بأعلى معايير الخصوصية والأمان. وبنفس القدر من الأهمية، تقع على عاتق شركات التأمين مسؤولية توعية العملاء بدور الذكاء الاصطناعي في عمليات التأمين، والتأكّد من وجود فرص دائمة للمراجعة البشرية والتدخّل عند الحاجة، إذ لا يكفي فقط استخدام الذكاء الاصطناعي بكفاءة، بل يجب أن يتم ذلك بشكل شفاف وآمن، مع إشراك العميل وتوفير رقابة بشرية لتفادي القرارات الآلية الخاطئة أو غير المفهومة.

ونحن في شركة أبوظبي الوطنية للتأمين ملتزمون بدمج أحدث التقنيات لتقديم منتجات تأمينية سلسة وفعّالة ومصممة خصيصاً لتلبية احتياجات عملائنا. وفي الوقت ذاته، نحرص على أن يكون استخدامنا للذكاء الاصطناعي متوافقاً مع أعلى المعايير الأخلاقية والمتطلبات التنظيمية الصارمة. فهدفنا هو الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي، ولكن بطريقة مسؤولة تحفظ ثقة العملاء وتعزز المصداقية.

لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة: www.adnic.ae