التكيف مع التحولات الديموغرافية: تطور منظومة صناعة التأمين
16 Apr 2024
يتطلب التعامل مع قطاع التأمين فهماً عميقاً لكيفية تأثير التغيرات في الخصائص البشرية على هذه الصناعة، إذ إن تطوير حلول مبتكرة للتعامل مع التحديات المرتبطة بشيخوخة المتعاملين مع ضمان تماشيها مع الثقافة المحلية يعد أمراً مهماً، وتعد القدرة على التكيف أساسية لشركات التأمين العاملة في بيئات نشطة ودائمة التطور والتغير مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تتميز الأجيال الشابة، بما فيها جيل الألفية والجيل "Z" (الأشخاص الذين نشأوا خلال العصر الرقمي والإنترنت، وكانوا عرضة للتكنولوجيا والوسائط الاجتماعية منذ ولادتهم) بشغفها بالعالم الرقمي، مما يعيد تغيير المفهوم التقليدي لصناعة التأمين. ولتكنولوجيا التأمين وتطورها أهمية خاصة نظراً لما تقدمه من حلول مبتكرة تلقى صدى لدى السكان المهتمين بالتكنولوجيا وتتوافق مع الرؤية الهادفة إلى بناء مستقبل متقدم تقنياً.
كذلك أصبح التنوع والشمول ضرورة حتمية في مجتمعاتنا المعاصرة والمتنوعة ثقافيا، حيث تتزايد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تعد مركزاً استراتيجياً لحركة الأفراد والبضائع والتجارة الدولية، أهمية منتجات التأمين التي توفر تغطية دولية سلسة، ومن هنا تأتي أهمية قيام شركات التأمين بصياغة استراتيجيات بناءة لتلبية الاحتياجات المتنوعة للسكان العابرين للحدود بهدف العمل والترفيه والإقامة.
كما تسهم التغييرات الصحية ونمط الحياة في المنطقة في رسم ملامح عمل قطاع التأمين، مع التركيز المتزايد على الرعاية الصحية والوقائية، ويتطلب هذا التحول من شركات التأمين البقاء على اطلاع دائم على آخر المستجدات وإعادة ضبط محفظة منتجاتهم لتتوافق مع التغيرات في العادات والأولويات المتطورة في المنطقة.
وتبقى إمكانية التكيف حجر الزاوية لتحقيق النجاح وسط التحولات الديموغرافية المستجدة، ولابد لشركات التأمين من الاستجابة لهذه التغييرات وابتكار عروض استباقية تنسجم والاحتياجات المجتمعية المتغيرة، إذ إن مبادرة شركات التأمين إلى تبني الابتكار وتعزيز الشمولية وتصميم حلول تناسب متطلبات كل بلد يعد أمراً بالغ الأهمية.